ليست برلين أو كولن وحدها التي تستحق الزيارة: من يريد استكشاف ألمانيا، سيجدها في الأرياف
أقولها فورا وبصراحة: لقد تربيت في بلدة صغيرة. أي في مكان، حيث كانت أمي تعرف تماما متى قمت بتدخين أول سيجارة، حتى قبل أن أطفئها عند الجهة المقابلة من الشارع الرئيسي. حينها ظننت: الريف هو بالتأكيد عقبة كبيرة. ليس فقط بسبب الاعتقال المنزلي، الذي ترتب على أعقاب تجارب النيكوتين، ولكن أيضا بسبب مقولة أن الإنسان بعيدا عن المدينة الكبيرة، يعيش في عالم آخر، على بعد سنوات ضوئية من ميزات المدينة بتنوعها الثقافي وحياة الإبداع فيها وسحرها وتسارع الحياة، وبعيدا عن حيوتها. وبينما كان المرء دوما يفترض أن برلين وهامبورغ وميونيخ وفرانكفورت وكولن هي المدن التي لا تنام، كان يعتقد في ذات الوقت أن المرء في الريف لا يعيش بعيدا جغرافيا فقط، وإنما أيضا ذهنيا وفكريا.