ألمانيا تبحث عن مهاجرين لرعاية كبار السن



تحتاج ألمانيا للمزيد من اليد العاملة في مجال رعاية كبار السن. لذلك نشأت مشاريع رائدة لجذب المهاجرين وترغيبهم للعمل في هذه المهنة، بخطة شاملة تتضمن أيضا تحسين لغتهم الألمانية وتدريبهم على أصول المهنة. 

بعد أن جلست أكثر من عشر سنوات في البيت تربي أطفالها، وبعد أن تجاوز عمرها الخامسة والثلاثين عاما، تريد أسماء حضري البدء في تعلم مهنة جديدة. بحثت عن إمكانية لذلك في هذا السن المتقدم نسبيا، إلى أن وجدت نرجس ييلاغي.

السيدة ييلاغي تدير مشروعا مهنيا تحت اسم: "إيجاد عمل في مهنة رعاية كبار السن"، في مدينة أوفنباخ قرب فرانكفورت. تريد من خلال هذا المشروع العثور على مهاجرات من أصول أجنبية كي يتدربن ويتعلمن مهنة رعاية كبار السن.

فريق العمل حول نرجس ييلاغي يرافق وينصح الباحثات عن عمل، ويقدمهن للشركات والمراكز التي تبحث عن يد عاملة في هذا الاختصاص. "في البداية هناك جلستي محادثة أو ثلاثة مع الباحثة عن عمل. أستمع للسيدات لأعرف ماذا يردن، ثم أخبرهن بشروط العمل وظروفه"، كما تقول نرجس ييلاغي في حديث لـDW .

 جلسة لتقديم المشورة لسيدتين من المهاجرات تبحثان عن عمل

التدريب أولا

بعدها يجب أن تخضع كل متقدمة لفترة تدريب في دار لرعاية كبار السن، حتى تتعرف على طبيعة العمل عن قرب، ليعرفن ما إذا كانت هذه المهنة تناسبهن أساسا. وكذلك التونسية أسماء حضري توجب عليها الخضوع لفترة تدريب مشابهة. السيدة التي درست الأدب الفرنسي في الجامعة في وطنها الأم، لم تعرف ماذا ينتظرها، ولكن سرعان ما تأقلمت يوما بعد يوم مع العمل، وهكذا حصلت على مكان للتدريب والتأهيل في أحد مراكز رعاية المسنين.

حاليا يبلغ عدد المسنين في ألمانيا ممن يحتاجون إلى رعاية 2.4 مليون، ويتوقع أن يصل الرقم بحلول 2030 إلى 3.4 مليون. ولذلك فإن ألمانيا بحاجة لتأهيل أكثر من 100 ألف من العاملين في هذا القطاع، وفقا للخبراء.

الحاجة تزداد في القطاع الصحي لعاملين من ذوي أصول مهاجرة خصوصا. ولذلك تعمل المراكز الناشطة في هذا القطاع على جذب الشباب لهذه المهنة. سيرينا كيرا، منسقة أحد المشاريع المشابهة في ميتمان قرب دوسلدورف، توضح السبب في أهمية العاملين من أصول مهاجرة بالقول: "لأن عدد كبار السن من أصول أجنبية يزداد عن ذي قبل". ويحتاج هؤلاء المسنون لمن يرعاهم، ولكن يجب أن يكون قادرا على تفهم احتياجاتهم الثقافية والدينية، وأن يكون قادرا على التحدث معهم بلغتهم الأم.

 أحد المشاريع الرائدة في هذا المجال في ماتمان قرب دوسلدورف

صعوبات المهنة

أبرز عقبة واجهت أسماء حضري في البداية، كانت اللغة الألمانية، حيث أنها لم تكن تتحدثها بشكل جيد، وكان عليها دراسة المواد المتعلقة بالصحة بهذه اللغة. ولذلك تزور المتدربات درسا يوميا للغة الألمانية لتقوية مستواهن. وهذا ما لاحظته أسماء، حيث تحسنت لغتها مع الوقت.

الصعوبة الثانية تتمثل في التوفيق بين العائلة والعمل، حيث "يجب أن يبدأن عملهن في تمام السادسة صباحا، ولكن أين توجد روضة للأطفال أو مدرسة تفتح أبوابها في هذا الوقت المبكر؟"، تقول نرجس ييلاغي. وهذا ما تعرفه جيدا عايدة خليلوفيتش (أم لطفلين)، التي يجب عليها بدء العمل في الخامسة والنصف صباحا. ولكن عايدة وجدت الحل، كما تقول: "لحسن الحظ يساعدني جدا الطفلين في ذلك. يأتيان في وقت مبكر ويتوليان رعاية الطفلين، كما يساعدان في العمل المنزلي".

عايدة لا تريد أن تبقى حبيسة المنزل، لذلك قررت بعد سنوات من الجلوس في البيت، أن تعود للعمل. وها هي الآن تجد عملا تقول إنها "ممتع ... لأن كبار السن يعطونني بالمقابل شعورا جيدا، فهم يشكرونني باستمرار من كل قلبهم لأني أرعاهم".

DW

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إن اشتراكك في المدونة يمكنك طرح الأسئلة والإجابة عليها وبالطبع يمكنك أيضا من إبداء رأيك بكل حرية والتواصل مع الأعضاء الآخرين . خذ دقيقة من وقتك واشترك في المدونة .

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

 style=